إمبراطوريات

مثل هذه الحلول لم يعد ممكنًا اليوم، فنتيجة للتبادل المكثف للبيانات والمعلومات لم يعد من الممكن للثقافات أن تبقى منعزلة بعضها عن بعض. فمسيرة العولمة الثقافية تزيد من "القوة الناعمة" للمركز الإمبراطوري، والتي تهتم قوتها الجاذبة بإحداث استنزاف للعقول، ومن ثم توالي القوة الناعمة للإمبراطورية صعودها. ويبدأ هذا في مجال الكفاءة العلمية وينتهي بسلطة التحديد والتوجيه للثقافة الشعبية. اتهام القوى المناهضة للإمبراطورية بأن هذا تدبر مقصود من قبل الإمبراطورية لأجل محو مميزات الهويات الثقافية هو اتهام سطحي بالتأكيد، ولكن بفضل هذه القناعة تكتسب القوى المناهضة دعامً وقوة. وإذا ما تتبع المرء هذا الظن يتضح له أن الحرب المناهضة للإمبراطورية لم تعد تخاض –كما كانت الحال حتى أواخر في القرن العشرين– بوصفها حربًا لتحرير مناطق عى أطراف الإمبراطورية، وإنما يجري شنها حتى عمق المركز الإمبراطوري، وأما الشكل الذي يحدث به هذا فهو الإرهاب.    الناشر: دار المحروسة